أديسون مخترع أنار العالم
النشأة والبداية
توماس ألفا أديسون ولد في الحادي عشر من فبراير عام 1847م، بمدينة ميلانو بولاية أوهايو الأمريكية، كانت والدته تعمل كمدرسة تهتم بالقراءة والأدب، التحق أديسون بالمدرسة الابتدائية وذلك من أجل أن يتلقى تعليمه الأساسي، ولكن لم ينجح كثيراً في دراسته نظراً لضعف ذاكرته، وتشتت ذهنه، فكان دائماً ما يثير تساؤلات بعيدة عن الموضوع الذي يدرسه، مما جعل المدرسين يستاءوا منه ويحكموا عليه بأنه طالب فاشل لا فائدة من تلقيه العلم، كما قال عنه الأطباء إنه مصاب
بمرض ما نظراً لحجم رأسه الكبير الغريب الشكل.
تجارب واختراعات استمر أديسون في دراساته وقراءته التي اجتهد بها لتحصيل المزيد من القواعد والنظريات العلمية التي ساعدته على إجراء التجارب والاختبارات واستخلاص النتائج العلمية، وبالفعل بعد مرحلة من الجهد والعمل الجاد تمكن أديسون من إنجاز أول اختراع له والذي حصل على براءة اختراع عنه وذلك في عام 1868م، وكان عبارة عن جهاز كهربائي لتسجيل وإحصاء أصوات المقترعين في الانتخابات، كما عكف على تطوير آلة التلغراف حتى توصل لما عرف بالتلغراف الكاتب، وأنظمة المزدوج والمربع والآلي أو الأوتوماتيكي والقلم الكهربائي الذي تم تطويره بعد ذلك وعرف بالآلة الناسخة. أصبح لدى أديسون مكتبة ضخمة تضم العديد من الكتب والمجلدات العلمية التي يستعين بها في تجاربه وأبحاثه العلمية، كما قام بتأسيس مختبر خاص به عام 1876م في منلوبارك بمدينة أورانج بولاية نيوجيرسي الأمريكية.قدم أديسون العديد من الاختراعات القيمة والتي مازالت البشرية تستفيد منها إلى الآن ويأتي على راس هذه الاختراعات المصباح الكهربائي، كما قام باختراع آلة برقية تستخدم خط واحد في إرسال العديد من البرقيات، كذلك أخترع الجرامفون والذي يقوم بتسجيل الصوت ميكانيكياً على أسطوانة من المعدن وذلك في عام 1877م، والآلة الكاتبة، وآلة تصوير سينمائية، وجهاز لاقط للراديو، وفي عام 1888 قام باختراع كينتوسكوب وهو أول جهاز لعمل الأفلام، كما قام باختراع بطارية تخزين قاعدية، وفي عام 1913م تمكن من إنتاج أول فيلم سينمائي صوتي، وفي أواخر حياته عمل على إنتاج المطاط الصناعي . كما إنه صاحب فكرة إطلاق الإلكترونيات بالمعادن المتأججة المعروفة تحت اسم "أثر أديسون" Effect Edison والذي يعتبر في أساسه مصباح ديود " ثنائي "، هذا بالإضافة للعديد من الاكتشافات والاختراعات الأخرى، كما قام أديسون بوضع الأساس العلمي في العديد من الاختراعات فقد شارك بشكل أساسي في اختراع السينما وذلك بعد اكتشافه للوحات التصوير الحساسة، هذا بالإضافة لوضعه لمبادئ الإذاعة اللاسلكية، والتليفون، والسينما والتلفزيون، والعين الكهربائية، والأشعة المجهولة " أشعة اكس" وغيرها العديد من الاختراعات والاكتشافات الهامة. وقد سجل أديسون على مدار حياته العديد من الاختراعات فقد حصل على ما يقرب من 1093 براءة اختراع، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على عقلية عبقرية لم تخضع للفشل بل نبغت وتفوقت ونهضت بصاحبه وجعلته صاحب الفضل على العديد من الأجيال البشرية بعد ذلك.قصة مصباح أديسون كان لاختراع المصباح الكهربائي قصة مؤثرة في حياة أديسون، ففي أحد الأيام مرضت والدته مرض شديد، وقد استلزم الأمر إجراء عملية جراحية لها، إلا أن الطبيب لم يتمكن من إجراء العملية نظراً لعدم وجود الضوء الكافي، واضطر للانتظار للصباح لكي يجري العملية لها، ومن هنا تولد الإصرار عند أديسون لكي يضئ الليل بضوء مبهر فأنكب على تجاربه ومحاولاته العديدة من اجل تنفيذ فكرته حتى انه خاض أكثر من 900 تجربة في إطار سعيه من اجل نجاح اختراعه، وقال عندما تكرر فشله في تجاربه " هذا عظيم .. لقد أثبتنا أن هذه أيضا وسيلة فاشلة في الوصول للاختراع الذي نحلم به"، وعلى الرغم من تكرار الفشل للتجارب إلا انه لم ييأس وواصل عمله بمنتهى الهمة باذلاً المزيد من الجهد إلى أن كلل تعبه بالنجاح فتم اختراع المصباح الكهربائي في عام 1887م.